ليس النادي الأول الذي يقتبس اسم النبي الكريم.. شالكه الألماني ينفي إساءته للرسول

مفكرة الإسلام: أثار مقطع في نشيد نادي شالكه الألماني لكرة القدم، ورد فيه اسم النبي محمّد احتجاجات عدد كبير من المسلمين خلال الأيّام القليلة الماضية، الذين رأوا فيه إساءة للرسول والإسلام ، ليزيد من فجوة العلاقة بين ألمانيا والمسلمين وبعد حادث مقتل الطبيبة المصرية « مروة الشربيني» على يد متطرف المانى داخل قاعة محكمة قبل شهر .

ونفى المتحدث الرسمي للنادي توماس شبيجل أن يكون المقطع يتضمن إساءة للإسلام والمسلمين وأوضح أن هناك الكثير من المسلمين الذين لم يروا في هذا المقطع إهانة لهم أو جرحا لمشاعرهم الدينية، ووصلتنا رسائل لمسلمين دعونا فيها إلى عدم تغيير المقطع الخاص بالرّسول محمّد، مؤكّدين أنّهم لم يشعروا قط بأنّه يتضمّن إساءة للرسول أو للإسلام- إلى جانب عدد كبير من الرسائل الالكترونية التي أعرب فيها العديد عن احتجاجهم- وقد أعرب بعضهم عن فخره بأن نشيد النادي يتغنى بمحمد من دون بقية الأنبياء «

وشدد شبيجل على أن المقطع الذي يقول «»محمّد كان نبيّا لا يعرف شيئا عن كرة القدم، إلاّ أنّه فضلّ من بين كلّ الألوان الزاهية الأزرق والأبيض» ،جزء من مجرد نشيد لنادي كرة قدم ، لا يمت الى الواقع بصلة أو للوقائع التاريخية وتساءل عن سبب الإثارة الآن خاصة وان النشيد معتمد منذ عام 1924 وأضيف اليه هذا المقطع عام 1959، وهو استلهام من قصيدة شعرية قديمة باللغة الألمانية عام « 1797»،تمتدح النبي محمد واللّون الأخضر، جاء فيها «محمّد كان نبيّا وفي الألوان عالما، ومن روائع الألوان اختار الأخضر الزّاهي.» وهو ما ينفي أن يتضمّن النشيد عداء أو إساءة للإسلام، لأن ميثاق النادي يتضمّن بنودا واضحة تقضي باستبعاد كلّ من يدلي بتصريحات عنصرية وسيئة للآخر .

وحذّر شبيجل من الربط بين نشيد شالكة و مروة الشربيني و قال: «لقد انتابتنا جميعا حالة من الحزن والهلع عقب هذه الجريمة التي نرفضها جميعا، ولكن لا يمكنني تفهّم ربط أي علاقة بين هذه الجريمة وبين نشيد نادينا لأن ذلك من شأنه أن يثير المشاعر أعتبرها خطيرة جدّا».

و من ناحيتها نصحت منظمات إسلامية بألمانيا بأخذ الأمر ببساطة، معتبرة الانتقادات التي وجهها المسلمون لنشيد الفريق مبالغا فيها أو أنها بلا مبرّر، ونقل التليفزيون الألماني قول أيمن مزيك، الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، «ينبغي أن نأخذ القصّة بروح مرحة، فليس في النشيد سبّ ولا إهانة للنّبي محمد».

واتفق معه رئيس حزب الخضر الألماني دجيم أوزديمر، مسلم من أصل تركي، في أنّه لا يرى أي مبرّر للاحتجاج أو الاستياء،وقال «أعتقد أنه لا داعي لتغيير النشيد، ذلك أنّني لا أرى شخصيّا أي سخرية أو إساءة للرسول.» أعرب البروفيسور شتيفان رايشموت، من مركز دراسات العلوم الدينية التابع لجامعة مدينة بوخوم الألمانية، عن اعتقاده بأن الفقرة المعنية لا تعتبر مشكلة من الأساس. وقال رايشموت إن الأمر متعلق «بنشيد كرة قدم يتضمّن صورا اندماجية»وليس أكثر.

وفي سياق مختلف استغلت بعض الجهات اليمينية المتطرفة في ألمانيا الموقف للترويج لأفكارها العنصرية المتطرفة، وتلقى النادي رسائل من أطراف ألمانية يمينية متطرّفة أعربت فيها عن تأييدها لنادي شالكة وتضامنها معه، و قال النادي إنه رفض أن تربطه من قريب أو بعيد علاقة مع هذه الجهات أو أي جهات متطرّفة تسيء للإسلام أو لغيره من الأديان ، خاصة وانه تلقى رسائل لم تكتف بالاحتجاج فقط ، بل تضمّنت تهديدات،وقال عنها المتحدث باسم النادي انها تعكس صورة مغلوطة عن المسلمين في ألمانيا وتعطي الفرصة للمتطرّفين اليمينيين للترويج لأحكامهم المسبقة عن الإسلام والمسلمين.



الدكتور بيومي: ليست إساءة

وقال الدكتور عبدالمعطى بيومى، عميد كلية أصول الدين الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن النشيد يعد «مدحاً لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)» ـ على حد وصفه. وأضاف: «مشجعو النادى يرددون أنهم اختاروا الألوان التى انتقاها الرسول لراية المسلمين، كما أنهم يقرون بأن الرسول «عليه السلام»، لم يكن متعصباً لناد معين أو دين بعينه».



ويرى بيومى أن جمهور النادى من المسلمين «مخطئون فى غضبهم»، لأنه لا توجد إساءة للرسول «عليه السلام»، على حد قوله. واستطرد قائلاً: «لابد علينا أن نقدم رسالة شكر للفريق الألمانى لمدحه الرسول (صلى الله عليه وسلم)».



ليست المرة الأولى:

هذا، وكشفت مصادر صحفية فى ألمانيا «للشروق» عن أن نادى شالكه الألمانى ليس الوحيد الذى يقتبس اسم الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) فى نشيده، حيث يحتوى نشيد نادى «أونترشبيزهايم» الألمانى الذى يرتدى لاعبوه القميص الأخضر، على كلمات مشابهة.



وتقول كلمات نادى «أونترشبيزهايم» المحلى : محمد كان نبيا.. يفهم كثيرا قيمة الألوان .. ومن بين جميع الألوان الجميلة .. اختار اللونين الأخضر والأبيض» وهى الكلمات التى تشبه ما يحتويه نشيد شالكة المثير للجدل.



وقال د. أحمد المتبولى الإعلامى المصرى المقيم فى ألمانيا أن نشيد نادى «شالكه» مقتبس من نشيد الصيادين الألمان، الذى يعود إلى عام 1797، واشتمل على كلمات: «محمد هو سيدى.. كان يقدر الجمال الحقيقى.. ولذلك اختار اللون الأخضر ليكون مقدسا».



وفى سياق متصل، كان موقع «يوتيوب» لتبادل مقاطع الفيديو ساحة أخرى للجدل الدائر حول النشيد؛ حيث خصص أحد المسلمين الألمان مقطع فيديو حاول فيه إثبان أن النشيد يحمل إساءة واضحة لمقام النبوة.

واحتوى مقطع آخر على مطالب بمراسلة النادى مباشرة ومطالبته برفع الكلمات غير المقبولة من النشيد. وأكد المقطع على ضرورة التعامل بهدوء مع الأمر وعدم استخدام الإهانة أو التهديد[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]